المحاسبة الإدارية هي نظام للمعلومات يختص بتجميع وتبويب وتحليل وتخزين البيانات الأساسية وكذلك المعلومات الناتجة عن النظم الأخرى الفرعية للمعلومات داخل الشركة؛ لغرض إنتاج المعلومات ذات الطابع الكمي، سواء أكانت مالية أم غير مالية بما يساعد الإدارة في التخطيط والرقابة واتخاذ القرارات.
وغالبًا ما يتم إجراء المحاسبة الإدارية بواسطة محاسب إداري؛ وذلك لمساعدة الشركة في أداء واجبات المحاسبة التشغيلية الداخلية مثل إدارة أصول الشركة والضرائب والرواتب، حيث تركز المحاسبة الإدارية على التخطيط الإداري والرقابة على الإجراءات التنفيذية لضمان تحقيق الأهداف الإدارية المطلوبة، حيث تختلف المحاسبة الإدارية عن المحاسبة المالية.
المحاسبة الإدارية لها دور مهم لمساعدة الإدارة الخاصة بالشركة، وتقوم المحاسبة الإدارية بدور: التخطيط، التنظيم، الرقابة، اتخاذ القرارات. ويتضح كل دور فيما يلي:
حيث تساعد في الإجراءات والخطوات التي ينبغي أن تتخذها الشركة، وكذلك تحديد الأهداف، مع وضع البرامج المناسبة للوصول إلى الموارد المختلفة واستخدامها لتحقيق تلك الأهداف. ويكون دور المحاسب الإداري هو القيام بمهمة جمع البيانات التي تساعد الإدارة على إعداد الخطط.
تساهم المحاسبة الإدارية في تحديد أفضل الطرق والإجراءات والوسائل التي يمكن بها تنظيم موارد الشركة المتاحة بمختلف أنواعها، وبما يساعد على تنفيذ الخطط المعدة مسبقًا.
تتشارك المحاسبة الإدارية في إجراءات القياس والتصحيح للأداء الفعلي؛ وذلك لضمان تحقيق أهداف وخطط الشركة، وكذلك التأكد من أن عملية التنفيذ الفعلي تطابق الخطط الموضوعة والقدرة على اتخاذ القرار بشكل صحيح في حالة الأزمات، أو وجود انحرافات عن الخطط الموضوعة مسبقًا، كما يظهر دور المحاسبة الإدارية في توفير المعلومات الضرورية لمساعدة الإدارة على أداء مهام المراقبة بشكل دقيق.
تساعد المحاسبة الإدارية في اختيار البديل المناسب من البدائل المتاحة؛ وذلك لضمان تحقيق الأهداف التي تضعها الإدارة حيث تقوم المحاسبة الإدارية بتقديم المعلومات التي تدعم الإدارة في معرفة البدائل المتاحة وتحديد البديل الأفضل للشركة.
هناك العديد من الأساليب المستخدمة في المحاسبة الإدارية، وليس هناك قائمة متفق عليها كأدوات للمحاسبة الإدارية؛ وذلك نظرًا للتطور المستمر في هذه العلوم، ولكن هناك أساليب تعتبر أهم من غيرها ويُعتمد عليها في مجال المحاسبة الإدارية. من هذه الأساليب: الموازنات، تخطيط المبيعات والأرباح باستخدام تحليل التعادل (نقطة التعادل)، وبيان ذلك ما يلي:
أسلوب الموازنات:
هو التعبير الرقمي عن خطط وبرامج الإدارة بما يتضمن كافة العمليات والنتائج المتوقعة في الفترة الزمنية المحددة.
تعريف نقطة التعادل هي حجم المبيعات الذي يتعادل عندها الإيراد الكلي مع التكاليف الإجمالية. وعند هذه النقطة لا تحقق الشركة أرباحًا أو خسائر، وبالتالي يعتبر أي مستوى إنتاج يقل عن نقطة التعادل تحقق الشركة معه نسبة خسارة تزداد هذه النسبة بزيادة البعد عن نقطة التعادل.
وفي المقابل أي مستوى إنتاج يزيد على نقطة التعادل يعتبر أرباحًا ونسبتها هي نسبة الزيادة في البعد عن نقطة التعادل. معنى ذلك أن أي إيراد إذا غطى إجمالي التكاليف دون ترك فائض أرباح يعتبر هذا المستوى من النشاط نقطة التعادل.
قبل حساب نقطة التعادل لا بد من معرفة نوعين من التكاليف يرتبطان بحجم الإنتاج، وهما: التكاليف المتغيرة، والتكاليف الثابتة.
نقطة التعادل هي حاصل قسمة التكاليف الثابتة على حاصل طرح سعر بيع الوحدة الواحدة من التكلفة المتغيرة للوحدة، كالآتي:
نقطة التعادل = التكاليف الثابتة ÷ (سعر بيع الوحدة – التكلفة المتغيرة للوحدة)
لكل مؤسسة هيكل إداري ينظم المسؤوليات، حيث يتم تقسيم المؤسسة إلى عدة قطاعات يتولى إدارة كل قطاع شخص هو المسئول أمام الإدارة العليا عن أداء القطاع ومدى تحقيقه لأهدافه التي تصب في النهاية في تحقيق أهداف المؤسسة.
وفي بعض الأحيان تعتمد بعض المؤسسات نظام الإدارة اللامركزية بدلًا من تقسيمها إلى قطاعات وإدارات متعددة، وحينئذٍ يُنظر إلى المؤسسة باعتبارها مجموعة من الوحدات تقع مسئولية كل منها على مدير هذه الوحدة. هذه الوحدات تسمى مراكز المسئولية.
وسواءً اعتمد المؤسسة على هيكل إداري يقسمها إلى قطاعات أم اعتمدت على مراكز المسئولية، فإن مهمة “محاسبة المسئولية” هي مراقبة الأداء وتقييمه لتحقق المؤسسة في النهاية أهدافها. فما هي محاسبة المسئولية؟ وما أهميتها؟ وما هي مراكز المسئولية؟
مقالات مشابهة:
محاسبة المسئولية هي أحد أساليب المحاسبة الإدارية الحديثة، ويمكن تعريفها بأنها نظام محاسبي إداري يهدف إلى تحقيق رقابة فعالة على أداء قطاعات المؤسسة المختلفة، وكشف القصور وتحديد أسبابه، ومتابعة سير كل منها نحو تحقيق أهدافه، وذلك من خلال الربط بين التقارير المحاسبية ومسئولي القطاعات.
تكتسب محاسبة المسئولية أهميتها من قدرتها على تحديد مصدر الخلل، حيث تعتمد على هيكلة النظام الإداري ومتابعة أداء كل قطاع في المؤسسة على حدةٍ. أو محاسبة كل مركز من مراكز التكلفة على حدةٍ.
كما سبق إيضاحه، مراكز المسئولية هي مجموعة من الوحدات تحددها الإدارة العليا وتعيّن عليها مسئولًا عن أنشطتها وأدائها ومدى تحقيقها للأهداف الموضوعة لها، هذه المراكز هي:
وفي النهاية يمكن القول إن أسس المحاسبة الإدارية تتمثل في مجموعة من الأنظمة المحاسبية التي تستخدم في إثبات النشاطات الاقتصادية من خلالالمستندات والسجلات، ومن ثم تبويبها بهدف تعيين حقائق محددة متعلقة بالأنشطة الرئيسية والفرعية الخاصة بالوحدة الاقتصادية من أجل العمل على تنفيذ الرقابة الدقيقة.